فإن كانت بضع لقيمات (على صعوبة الحصول عليها في بعض الأحيان) كافية لملء بطنه و حشو مصرانه، فلا ينبغي بحال أن نغفل حاجته الماسة لعناصر العدل و الخير و الحرية و الجمال و الحب و الحنان... فتحقيق التوازن بين الروح و الجسد يحقق استواء الشخصية و تكاملها و يقي المجتمع من أعراض مرضية تهدد أمنه و سلامته و تعرقل مسيرته إلى الأمام...
و اللافت للنظر و الأدعى للحذر أن بعض الأسر في البلدان النامية أضحى شغلها الشاغل و عملها الدؤوب التعامل مع الشطر المادي، و إغفال الجانب المعنوي و كأنه رفاهية لا يستحقها الأبناء... و عليه يرفع الآباء لواء اللهاث خلف لقمة العيش... فلا فائض من عملات يستبدلون بها كيلو حب و حنان أو زوج سلام و وئام!. فهل يستطيع الإنسان أن يبدع و يبتكر و يخترع في ظل مناخ يفتقد فيه للأمان و ينعدم الأمل و يسوده القبح و الكراهية و البغض و الأحقاد و الضغائن!. إن نظرة واحدة نحو المجتمعات الناهضة الواثبة تجعلنا ندرك أهمية مخاطبة المشاعر و العزف على أوتار الأحاسيس بجمال الألحان و بهجة المشاهد؛ فالياباني يضع على مائدة طعامه باقة زهور، و على أنغام الموسيقى الهادئة يتناوله... في الوقت الذي يجلس فيه بعضنا إلى المائدة في حالة تجهم و غيظ... حانقاً و خانقاً الزهور و محرماً الموسيقى و الابتسام!. و النتيجة البادية للعيان بون شاسع بيننا و بين تلك البلدان، رغم كون الإنسان هنا هو الإنسان هناك بلا مراء و لاجدال... ألسنا جميعاً أبناء آدم وحواء!. أضف إلى ذلك ما اكتشفه العلماء من علاقة قوية بين الأمراض البدنية و الحالة النفسية، كما أثبتوا بالدليل القاطع أن الاستقرار النفسي يساعد على سرعة الشفاء؛ فهل نعجز بعد هذا عن الإجابة على السؤال:لماذا انتشر العنف و توطنت العلل و الأمراض و تخلفنا عن ركب التقدم؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في صحيفة الرياض بتاريخ 1/5/2008
و اللافت للنظر و الأدعى للحذر أن بعض الأسر في البلدان النامية أضحى شغلها الشاغل و عملها الدؤوب التعامل مع الشطر المادي، و إغفال الجانب المعنوي و كأنه رفاهية لا يستحقها الأبناء... و عليه يرفع الآباء لواء اللهاث خلف لقمة العيش... فلا فائض من عملات يستبدلون بها كيلو حب و حنان أو زوج سلام و وئام!. فهل يستطيع الإنسان أن يبدع و يبتكر و يخترع في ظل مناخ يفتقد فيه للأمان و ينعدم الأمل و يسوده القبح و الكراهية و البغض و الأحقاد و الضغائن!. إن نظرة واحدة نحو المجتمعات الناهضة الواثبة تجعلنا ندرك أهمية مخاطبة المشاعر و العزف على أوتار الأحاسيس بجمال الألحان و بهجة المشاهد؛ فالياباني يضع على مائدة طعامه باقة زهور، و على أنغام الموسيقى الهادئة يتناوله... في الوقت الذي يجلس فيه بعضنا إلى المائدة في حالة تجهم و غيظ... حانقاً و خانقاً الزهور و محرماً الموسيقى و الابتسام!. و النتيجة البادية للعيان بون شاسع بيننا و بين تلك البلدان، رغم كون الإنسان هنا هو الإنسان هناك بلا مراء و لاجدال... ألسنا جميعاً أبناء آدم وحواء!. أضف إلى ذلك ما اكتشفه العلماء من علاقة قوية بين الأمراض البدنية و الحالة النفسية، كما أثبتوا بالدليل القاطع أن الاستقرار النفسي يساعد على سرعة الشفاء؛ فهل نعجز بعد هذا عن الإجابة على السؤال:لماذا انتشر العنف و توطنت العلل و الأمراض و تخلفنا عن ركب التقدم؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في صحيفة الرياض بتاريخ 1/5/2008