التقاليد المرتبطة برحلة الحج فى القرية المصرية
بقلم مجدى شلبى
تعيش الأسرة المصرثة حالة من السعادة والفرح عندما يتأهب أحد أفرادها لأداء فريضة الحجج ، فقبل موعد السفر بشهور يتم الحجز ، وخلال تلك الفترة يتوافد الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء على منزل الحاج ـ وهى الصفة التى تلازمه ، واللقب الذى يحرص على مناداته به كل زائر ، حتى قبل أن يؤدى المناسك ! ـ وتنطلق فى بيت العازم على الحج الأهازيج الشعبية على غرار : (يابير زمزم سلابك سلاسل ، والشربة منك دوا للمسافر )، و(ياداخل الروضة ، عمدانها بيضا ، فيها حبيب روحى ، فيها رسول الله)، و(حاجه ياحاجة ، ياأم الشال قطيفة ، رايحه فين ياحاجة ؟ للكعبة الشريفة) ، تلك المراسم اليومية التى تستمر عقب أداء كل صلاة منطلقة من المنزل الذى يتم طلاء حوائطه الخارجية باللون الأبيض ، ونقش رسومات عليه تمثل وسيلة المواصلات من بواخر وطائرات ، فضلاً عن كتابة عبارات على غرار (حج مبرور وذنب مغفور) ، و(لبيك اللهم لبيك) ويحرص الحاج على بدء صفحة جديدة من صفحات حياته ، فإن كان صالحاً ازداد صلاحاً ، وإن كانم له خصوم صالحهم ، وإن كان عليه دين قضاه ، أو أمانة ردها ، ويستبشر الزائرون بأنوار الإيمان التى تشع من وجهه ، فيزداد بشراً وسعادة وبحمد الله على رضائه عنه .
توديع الحاج :
يوم السفر يخرج الحتاج من بيته مرتدياً ثيابه البيضاء فى موكب ، إما سائراً على قدميه أو راكباً سيارة أو حنطوراً مكشوفاً ، وسوء كان الموكب للتوديع أو الاستقبال يحرص بعض أهالى الحجيج على امتطاء الحاج حصاناً أبيض ، تسبقه فرقة شعبية بالطبلة والمزمار ، ويتطوع بعض الرجال بالرقص على تلك الأنغام ، مستخدمين العصى فى كثير من (وصلوه يا أحباب لغاية المحطة) ، (كن رايق بخوخة يابحر ياأبو بحير ، لاريح ولادوخة ، ولاييمسك تعكير) تلك الزفة البلدى متاحة لأهاتلى القرى والأريساف ومحرومة منها مناطقأخرى لاختلاف نمط الحياة وضيق الوقت والمساحة والمكان ، وربما ضيق الصدور فى بعض الأحيان ! ، ويحيط بالحاج أهالى المنطقة أو القرية أو الحى ، ويحرص كل فرد على مصافحته وتقبيله سائلينه الدعاء وقراءة الفاتحى لهم عند النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأن يعيده إليهم سالماً غانماً المغفرة من كل ذنب .
عودة الحاج :
كان فيما مضى من أوقات ، وقبل حدوث ثورة الاتصالات يعتمد الأهالى على (البشير) الذى يأتى لإخبارهم بموعد قدوم الحاج ، الذى غالباً ما يكون ثانى يوم للبشارة ، فتنطلق الزغاريد ، ويصدح الغناء على نحو : (تعالى وبشر يابشير الهنا ، وروح لاهلى حصل بقدومى دنا) ، وما يكاد يصل الحاج عائداً من رحلته المباركة حتى يكون فى استقباله المهنئون الذين ينالهم نصيب من الهدايا الرمزية (سبح وطواقى وسجاجيد صلاة) ، التنى يوزعها عليهم الحاج ، بكل ود وبشر وترحاب .
وتظل تفاصيل الرحلة المباركة حديث كل لقاء مع الأهلوالأصدقاء ، الذين يتشوقون لسماع المزيد ، بدءاً من لحظة السفر حتى الوصول ، راجين من الله أن يعدهم بأداء الفريضة وزيارة قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقبل أن ينصرف المجتمعون يصاتفح بعضهم بعضاً ويتبادلون عبارات الدعاء بأن يكونوا صحبة فى رحلة الحج القادم بإذن الله .
أهمية لقب الحاج :
رغم أن غالبية الحجيج يؤدون الفريضة ابتغاء مرضاة الله باعتبارها ركناً
مهماً من أركان الإسلام ، ويدفعهم الشوق لتكرار الحج والزيارة كلما آن
الأوان ، إلا أن لقب حاج الذى يحصل عليه الحاج بعد أدائه الفريضة يظل عنواناً يتوج سيرة حامله ويرتقى به لأن يكون القدوة لغيره سلوكاً ومثالاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشرت بمجلة (الحج والعمرة) التى تصدر عن وزارة الحج السعودية عدد ربيع أول 1427 ـ أبريل 2006 صفحة 87
نُشرت بمجلة (الحج والعمرة) التى تصدر عن وزارة الحج السعودية عدد ربيع أول 1427 ـ أبريل 2006 صفحة 87
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ