رقابة على مهنة إنسانية !
مجدي شلبي
لقد أثار الأخ عبد الرحمن المرشد في مقااله الهام تحت عنوان (قسم الأطباء في مهب الريح !) والمنشورفي باب الرأي للجميع بجريدة الرياض يوم الاثنين 2007/12/4موضوعاً حيوياً، دعمه بأمثلة عديدة من وقائع دامغة تدعو للدهشة وتثير مشاعر الأسى والحزن على ما آلت إليه تلك المهنة السامية على أيدي قلة من الأطباء الذين أساءوا لشرفها وحاولوا تلويث سمعتها.. وقد ذكر في نهاية المقال أن ما استعرضه من نماذج ومآسٍ إنما هو (غيض من فيض) أي قليل من كثير وهو تعبير أدبي بليغ جاء في موضعه مع الاعتذار عن الخطأ المطبعي الذي عكس الصياغة فأوردها بمقاله على نحو (فيض من غيض !) هذا الخطأ البسيط لا يقلل من قيمة هذا المقال الرائع والذي فتح الباب على مصراعيه لتناول موضوع الأخطاء الطبية وأساليب بعضهم في التعامل غير الأمين مع مرضاهم ورغم اتفاقنا على أن الكثير من الأطباء يحرصون على أداء عملهم بكل أمانة، التزاماً بميثاق شرف المهنة وابتغاء لمرضاة الله، فمازلنا نأمل أن تتحرك الجهات المسئولة عن الرقابة الطبية للقيام بدورها المأمول انطلاقاً من حرصها على نقاء ثوبها الأبيض، وذلك بمحاسبة المقصرين في أداء عملهم الذي يمس الصحة باعتبارها رأس مال الثروة البشرية للمجتمع ودافعته للتقدم المنشود ومن عجب أن يعود موضوع تقصير بعض الأطباء إلى عهود مضت وحضارات ولت، فقد ذُكِرَ عن أفلاطون قوله المأثور: "إن الأطباء يأخذون أجرهم سواء شفوا المرضى أو قتلوهم "..ـ
هذا وقد أدهشني تعليق أحد القراء على الموضوع المعروض بموقع الجريدة حيث أكد أن القسم الذي يؤديه الأطباء عقب تخرجهم أضحى ممنوعاً باعتباره تقليداً للغرب !ـ
وحتى لا أخرج عن الموضوع أختتم مداخلتي بعرض نص قسم الطبيب فقد يفيد :ـ
(أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتى وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها.. في كل الظروف والأحوال باذلا وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق وأن أحفظ للناس كرامتهم. وأستر عورتهم، وأكتم سرهم وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، والصالح والخاطىء، والصديق والعدو وأن أثابر على طلب العلم، وأسخره لنفع الإنسان... لا لأذاه وأن أوقر من علمني، وأعلم من يصغرني، وأكون أخا لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى.ـ
وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقية مما يوشي لها تجاه الله ورسوله والمؤمنين. والله على ما أقول شهيد)
إن منظومة دولاب العمل تنبني على مراعاة التوازن الدقيق بين كفتى الحقوق والواجبات، فمتى حدث التوازن حدث الانضباط مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الوازع الديني ويقظة الضمير والحس الإنساني هي أمور فطرية ينبغي أن يستمسك بها كل من أوكل إليه عمل في أي مجال من مجالات الحياة وليس الطب وحده.
مع خالص التحية والاحترام والتقدير.ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر فى صفحة الرأى بجريدة الرياض يوم السبت 5 ذي الحجة 1428 هـ - 15 ديسمبر 2007م - العدد 14418
http://www.alriyadh.com/2007/12/15/article301860.html
http://www.alriyadh.com/2007/12/15/article301860.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ