٢٠٠٨/٠١/١٣

حق المرأة فى العمل

الجمعه 19 ذي الحجة 1428هـ( حسب الرؤية )- 28 ديسمبر 2007م - العدد 14431
حق المرأة فى العمل
مجدي شلبي

إن المتابع لقضية حقوق المرأة سيدهشه أن التى تمردت على واقعها وأثبتت وجودها وطالبت بحقوقها وسارت خطوات على هذا الطريق، هى ذاتها التى تقوقعت وعادت أدراجها تستسمح الرجل أن يمنحها بعضاً من حقوقها السليبة!

ومن عجب أن تدافع بعضهن ومن داخل حصنهن الحصين عن هضم حقوق المرأة، من خلال ربطهن التعسفى بين تلك الحقوق وبين الخروج عن القيم والآداب العامة والأخلاق!

إن الالتباس الحادث بين الحرية وبين الإباحية هو مربط الفرس بالنسبة لقضية حقوق المرأة، وهو سر الإصرار العجيب على معاملتها معاملة الوحش الكاسر الذى لو فُتح له باب القمقم انطلق!
هذا وقد أدهشنى ماجاء بمقال الأخت الفاضلة هدى السالم المنشور يوم 2007/12/5تحت عنوان (الإنفاق صفة رجولية) والذى خلصت فيه إلى المطالبة بعودة المرأة العاملة إلى بيتها وترك وظيفتها التى وصفتها ب(طريق هى لم تخلق أبداً له ) واعتبرته إذا لم يكن لحاجة ماسة فهو يتحول إلى (أداة لتعذيب الذات)!

ومرجع دهشتى أن تأتى مطالبة المرأة العاملة للعودة إلى منزلها والتقوقع فيه ممن يمارسن العمل بالفعل... بل ويطلقن دعوتهن من فوق منبر عملهن ذاته!

إن حق العمل هو حق مكفول لكل البشر بلا استثناء سواء كانوا رجالاً أو نساء... فلا يجوز أن تُحرم المرأة من حقها فى إثبات قدراتها من خلال العمل، كما لايجوز أن نحرم الوطن من عطائها باعتبارها نصفه الآخر...إذ لا يُعقل أن يكتفى المجتمع بنصف قدراته من الرجال فيتطلع نحو المستقبل بنصف رؤية... ويخطو إلى الأمام بقدم واحدة... ويفكر بنصف عقل... ويبدع بنصف موهبة!

إن التى ترى أن العمل بالنسبة لها تعذيباً للذات عليها أن تتركه لغيرها من الآنسات أو السيدات اللائي يتحرقن إليه شوقاً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالى هذا فى صفحة الرأى بجريدة الرياض رابط : ـ.
http://www.alriyadh.com/2007/12/28/article304586.html
وتم إعادة نشر المقال عاليه بموقع نادى القانون بجامعة الملك سعود رابط :http://www.ksulc.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1210&Itemid=33
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ